المساجد و الاماكن الاثريه

اشارة

نام كتاب: المساجد و الاماكن الاثرية

نويسنده: عبدالرحمن خويلد

موضوع: اعتقادات و پاسخ به شبهات

زبان: عربي

تعداد جلد: 1

ناشر: نشر مشعر

مكان چاپ: تهران

سال چاپ: 1420 ه. ق.

نوبت چاپ: 1

ص:1

اشارة

ص:2

ص:3

ص: 4

الإهداء

إلى الطّهر الطاهر والسراج المنير،

إلى منجي الأمّة ومجلي الغمّة،

إلى رسول الإنسانيّة وهادي البشريّة،

إلى حبيب المؤمنين وأفضل الخلق أجمعين،

إلى صاحب المدينة الحبيبة والدرع الحصين،

أهدي هذا العمل المتواضع من تأليف كتاب (المساجد والأماكن الأثريّة المجهولة لزائر المدينة المنوّرة الميمونة) آمل من سيّدي قبوله ومن اللَّه تعالى ثوابه.

ص: 5

مقدمة الناشر:

الآثار والأماكن المقدسة معالم فخرٍ واعتزازٍ وبناءٍ شاخصة على مرِّ الأجيال وتقادم الأزمان؛ تحكي حضارات وحوادث طوتها السنون، وتحفظ لنا مبادئ جليلة وقيماً وذكريات عطرة كانت نتيجة جهودٍ عظيمة بذلها أنبياء ومصلحون كثيرون خلال حقب زمنية متعددة. كما أنها ساهمت بشكل كبير في إرساء دعائم حضارات أخرى، وإذا ما أريد لحاضر كلّ أمة أن يكون قوياً متيناً فلابد من أن يركن الى أسس ويثبت على جذور عميقة في تاريخها.

وحتى تطلع الأمم على ذلك الماضي تحتاج إلى مصادر ومنابع تستعين بها؛ وتقف الآثار شامخةً كأهم مصدر من مصادر معرفة الماضي وحوادثه وآماله وآلامه ... لهذا راحت الشعوب ومفكروها ومثقفوها بالذات يبذلون جهودهم للمحافظة على تلك المعالم ودراستها- وهو سمة حضارية- حتى عادت علماً من العلوم المهمة الأخرى، وذا مؤسساتٍ واسعةٍ، ومنح المتخصصون فيها شهادات

ص: 6

عليا ... كلّ ذلك من أجل أن تبقى معالم تشير الى ماضي الأمة وتطورها، فهي تراث ومعين لا ينضب، وهي بالتالي ثروة كبيرة لا تقل أهمية ونفعاً عن باقي ثروات الأمة إن لم تفقها؛ خاصة إذا ما اضيف إليها الجانب التقديسي المبارك الذي تتصف به، ويملأ قلوب الشعوب إزاء عظمائها وأعمالهم وآثارهم ... لهذا كله ولربما لغيره يمكننا القول: إنّ التفريط بها أمر معيب بل لا يفرط بها إلّاالجاهلون.

إن مما يحزّ في قلوبنا أن نرى كثيراً من الآثار والمعالم الإسلامية قد طمستْ بعضَها أيدٍ بدوافع متعددة واهية، فيما ظلّ بعضٌ آخر مجهولًا لدى الكثيرين، وهذا ما دفع الشيخ الكريم عبدالرحمن خويلد الى إماطة اللثام عنها، واحصى تلك المعالم والمساجد والأماكن المقدسة في المدينة المنورة بعد أن كادت تندثر، لولا جهوده وجهود أمثاله من المخلصين للتراث، فكان حقّاً عملًا جليلًا وجهداً مباركاً بادرت الى نشره مجلة ميقات الحج عبر أعدادها 3- 8 قبل أن ينشر ككتاب من قبل مركز أبحاث الحج بين أيدي القراء الأعزاء.

معاونية شؤون التعليم

والبحوث الإسلامية في الحج

ص: 7

«اللّهمّ حبِّب إلينا المدينة كحبّنا مكّة أو أشدّ»

صدق الرسول الكريم صلى الله عليه و آله

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

مقدمة المؤلّف:

الحمد للَّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله اللَّه تعالى رحمةً للعالمين، وعلى آله الطاهرين وصحبه المتّقين... و بعد:

بما أنّ للمدينة المنوّرة فضلًا كبيراً على المسلمين، لأنّها مهاجر الرسول الكريم محمّد صلى الله عليه و آله، وعاصمة الإسلام الأولى، ومنها انطلق الإسلام إلى الآفاق، وعمّ بنوره البشريّة، وأنقذ مَن هداه اللَّه سبحانه من الشرك والضلالة إلى التوحيد والهداية، لذلك لابدّ من معرفة معالمها المهمّة، وآثارها الرائعة.

وقد رأيت أنّ أكثر الزائرين لطيبة الطيبة لا يعرف عنها سوى المسجد النبوي الشريف، والبقيع، والمزارات الأربعة المشهورة، وهي (مسجد قباء، ومسجد القبلتين، والمساجد السبعة، وشهداء أُحد)، علماً أنّ قسماً منهم لا يعرف حتّى هذه المزارات الأربعة إلّابعد سماعه عنها من أصحابه، أو من بعض سائقي السيارات عندما يرفعون أصواتهم بعبارة (زيارة يا حاج).

ص: 8

أمّا بقية المساجد والأماكن الأثرية الأخرى فاعتقد أنّ أغلب زوّار هذه المدينة العزيزة إن لم يكن كلّهم لا يعرف أو لم يسمع عن بعضها، مع كثرة زياراته للمدينة المنوّرة.

وكيف تُجهل هذه المساجد والأماكن التي كانت عامرة بنزول الوحي عليه السلام، أو كونها مصلّى أو مقيل أو مبيت النبي صلى الله عليه و آله؟

فتجوّل زوّارها في ربوعها يعيد إلى أذهانهم الذكريات العطرة، والصور الرائعة للسيرة النبويّة على هذه الأرض المباركة، ممّا يثلج صدورهم، ويسعد نفوسهم، ويزيد إيمانهم. لذلك رأيت أنّ من الضروري إخراج كتابٍ لينتفع به الزوّار؛ والمنهج الذي اتّبعته فيه هو:

تصوير هذه المساجد والأماكن لسهولة التعرّف عليها أوّلًا، وللحفاظ على صورتها خشية اندثارها ثانياً، ثمّ إيضاح أماكنها، والتعليق عليها.

وقد رتّبتها من حيث القرب والبعد عن مسجد الرسول صلى الله عليه و آله، مراعياً في ذلك موقعها في اتّجاه واحد، ووضعت خريطة تبيّن أماكنها، وتسلسل أرقامها؛ ليستطيع الزائر الوصول إليها بسهولة ويسر، كما أني حرصت على ذكر المساجد التي ثبت أنّ النبي صلى الله عليه و آله صلّى فيها، وختمتُ الكتاب بوضع أربعة فهارس له.

راجياً من اللَّه تعالى العون والسداد والتوفيق لما يحبّه ويرضاه، إنّه نِعم المولى ونِعم النصير.

عبدالرحمن خويلد

ص: 9

1- مسجد المصلّى (الغمامة)

يقع هذا المسجد إلى الغرب من مسجد النبي صلى الله عليه و آله، ويبعد عنه حوالى أربعمائة متر، وتقام فيه الصلوات الخمس عدا صلاة الجمعة.

وكان يسمّى ب (مسجدالمصلّى)، لأن أكثر صلاة النبي صلى الله عليه و آله للعيدين فيه(1)، ثمّ سمّي ب (مسجد الغمامة)، ولا يُعرف عند أغلب الناس في


1- آثار المدينة: 82، والدر الثمين: 227.

ص: 10

الوقت الحاضر إلّابهذا الاسم. ويُروى أن المصطفى صلى الله عليه و آله خرج إلى المصلّى فقال: «هذا مُستَمطَرنا ومُصلّانا لفِطرنا وأُضحانا، فلا يضيق ولا ينقص علينا»(1).


1- تحقيق النصرة: 143، وآثار المدينة: 82، والدر الثمين: 227.

ص: 11

2- مسجد الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

موقع هذا المسجد بالقرب من مسجد الغمامة في الشمال الغربي منه، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بتسعين متراً تقريباً. ولقد ذكرت بعض كتب تاريخ المدينة(1): أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله صلّى في مكان هذا المسجد سنة أو


1- تحقيق النصرة: 143، ووفاء الوفا 3: 782، والدر الثمين: 228- 229.

ص: 12

سنتين، وقد تغنّى بعض الشعراء بالمصلّى، واشتاقوا إلى ما حوله من مساكن، قال أحدهم:

فكم من حرّة بين المصلّى إلى أُحد إلى ما حاز ريم

إلى الجماء من خدّ أسيل نقيّ اللون ليس به كلوم

وقال آخر:

ليت شعري هل العقيق فسلع فقصور الجماء فالعرصتان

فإلى مسجد الرسول فما حاز المصلّى فجانبا بطحان

فبنوا مازن كعهدي أم ليسوا كعهدي في سالف الأزمان(1)

وهذا المسجد أكبر من سابقه، وقد جدّد حديثاً.


1- الدر الثمين: 229.

ص: 13

3- مسجد السقيا

مكان هذا المسجد غرب المسجد النبوي، ويبعد عنه حوالى كيلومترين ومائة متر، ويتميز بقبابه الثلاث، والوسطى أكبرها، وهو الآن داخل سور محطة السكة الحديدية- التي يطلق عليها عند عامة الناس اسم (الاستصيون)- في الجهة الجنوبيّة منه.

ص: 14

وبُني هذا المسجد في مكان قبّة الرسول صلى الله عليه و آله عند خروجه لغزوة بدر، واستعراض جيشه(1)، ووعده اللَّه- تعالى- أن تكون إحدى الطائفتين له، إما العير أو النفير، بقوله سبحانه: وإذ يعدُكم اللَّه إحدى الطائفتين أنّها لكم وتودّون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد اللَّه أن يحقّ الحقّ بكلماته ويقطع دابر الكافرين(2).

وقد صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله فيه ودعا اللَّه أن يبارك للمدينة في مدّها وصاعها(3).

وكانت إلى الجنوب من هذا المسجد بئر السقيا، التي كان يُستعذب من مائها لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقد دُفنت ولم يبق لها أثر(4).


1- تاريخ معالم المدينة المنوّرة 1: 72، ووفاء الوفا 3: 972.
2- الأنفال 8: 7.
3- وفاء الوفا 3: 844، والدر الثمين: 238.
4- قيل: إنه كان يفصل بينها وبين المسجد طريق مكة القديم، ينظر: آثار المدينة: 93، وقيل: إنه يمر فوقها الطريق المذكور، ينظر: الدر المنثور: 238، واللَّه أعلم بالصواب.

ص: 15

4- مسجد المنارتين

يقع هذا المسجد إلى الغرب من مسجد السقيا، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بكيلومتر واحد، وهو قبل محطة العواجي (الخضر) للبنزين بمائة متر، على يمين الذاهب على طريق مكة القديم. وهو الآن متروك، والمتبقي منه عبارة عن بناء حجري شبه مقفل، ولا يمكن الصلاة فيه؛

ص: 16

لأنه لم يُهيأ لذلك. وقد صلّى النبي صلى الله عليه و آله في مكانه، فلذلك بُني هذا المسجد(1).

قال الأستاذ غالي الشنقيطي في كتابه الدر الثمين(2): «وعلى يسار طريق جدّة يوجد مسجد المنارتين، وقد قيل: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله صلّى في مكانه فلهذا بني ثَم مسجد، وهو الآن جديد البناء وجميل وكبير تقام فيه الصلوات الخمس».

وقد توهّم في ذلك، لأنّ المسجد يقع على يمين طريق جدّة- مكّة، كما أنّه لم يجدّد لحدّ الآن، ولم تقم فيه الصلوات.


1- تحقيق النصرة 1: 139، ووفاء الوفا 3: 878، وعمدة الأخبار: 198.
2- ص 238.

ص: 17

5- مسجد الإجابة

يقع هذا المسجد إلى الشمال الشرقي من المسجد النبوي، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بستمائة وخمسين متراً، ويطلق على اسم الشارع الذي يمرّ بالقرب منه شارع الستين.

وكان هذا المسجد لبني معاوية(1) من الآوس، وعُرف هذا المسجد باسمهم، لكنّه اشتهر الآن بمسجد الإجابة؛ لأنّ اللَّه تعالى استجاب لنبيّه صلى الله عليه و آله فيه، فروي «أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقبل ذات يوم من العالية حتّى إذا مرّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلّينا معه، ودعا ربّه طويلًا ثمّ انصرف إلينا، فقال: سألت ربّي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسّنه(2) فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها»(3).


1- تحقيق النصرة: 139، وعمدة الأخبار: 176، وآثار المدينة: 94.
2- السّنه: الجدب، وهو انقطاع المطر، ويبوسة الأرض، ينظر: المصباح المنير السين مع النون 1: 397، و الجيم مع الدال 1: 126.
3- أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة 4: 2216، حديث رقم 2890، والطبراني في الصغير 1: 8.

ص: 18

ص: 19

وقال ابن شبة(1): «صلّى الرسول صلى الله عليه و آله في مسجد بني معاوية ركعتين، ثمّ قام فناجى ربّه ثم انصرف».

وقيل: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله صلّى فيه عن يمين المحراب قدر ذراعين، وقد اهتم بهذا المسجد، وجدّد في الأزمنة السابقة مرّات عديدة(2)، وقيل:

إنّ المباهلة بين النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله، ووفد نصارى نجران، وقعت في هذا المسجد، وذلك عندما أمر اللَّه- تعالى- رسوله صلى الله عليه و آله بملاعنتهم، لكنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة، ورفضوا الملاعنة(3).


1- تاريخ المدينة المنورة 1: 68.
2- الدر الثمين: 153.
3- سيرة ابن هشام 2: 160.

ص: 20

6- مسجد السجدة أو البحير أو أبي ذر

يبعد هذا المسجد حوالى خمسمائة وخمسين متراً شمال المسجد النبوي، ويقع في نهاية شارع أبي ذر المتّصل بشارع المطار القديم.

ومسجد السجدة هو أصل اسم هذا المسجد؛ لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله صلّى في مكانه ركعتين، وأطال السجود في إحداهما حتى ظنّ مَن كان معه

ص: 21

أنّه قُبض، فلما نهض من سجوده أخبر بقوله: «إنّ جبريل أتاني فقال:

مَن صلّى عليك من أمتك صلّى اللَّه عليه عشراً، ورفعه بها عشر درجات»(1).

ثم أُطلق على هذا المسجد اسم البحير، وهو اسم لبستان كان المسجد يقع في طرفه(2)، وتدارك النسيان هذا الاسم، وأصبح الآن يُعرف بمسجد أبي ذر، ولعلّه سمي بذلك نسبة لاسم الشارع الذي يقع المسجد في نهايته، واللَّه أعلم.


1- أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال 2: 267 ح 3983.
2- الدر الثمين: 170.

ص: 22

7- مسجد السبق

يقع هذا المسجد في الشمال الشرقي من مسجد الرسول صلى الله عليه و آله، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بخمسمائة متر، وهو في نهاية نفق المناخة السابق، قبل زيادة امتداده حالياً، وهو ملاصق لمحطة النقل الجماعي الرئيسية.

ص: 23

وسمي بالسبق لأنه يقع في منتصف مَيدان سباق الخيل في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله(1). روى الدارمي في سننه(2) أنه «كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يسابق بين الخيل المضمرة من الحفياء(3) إلى الثنية، والتي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق».

وقد بُني هذا المسجد بناءً حديثاً، وتقام فيه الصلوات الخمس، ويُعتبر من المساجد الكبيرة بالمدينة المنورة.


1- تاريخ معالم المدينة المنورة: 130؛ والدر الثمين: 232.
2- باب في السبق 2: 212.
3- الحفياء: هي السهل الواقع غربي جبل أحد، ينظر: الدر الثمين: 232؛ وجاء في كتاب معالم المدينة المنورة: 249 حَفْيا بالفتح ثم السكون وياء وألف ممدودة، موضع قرب المدينة المنورة، أجرى منه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الخيل في السباق.

ص: 24

8- كهف بني حرام

مكان هذا الكهف على جبل سلع، وهو مَعلَم بارز فيه، يمكن أن يُرى من مكان بعيد، لكن العمائر العالية غطّت أغلب جهاته، وهو في الشمال الغربي من المسجد النبوي، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بثمانمائة متر، وهو قريب من مسجد السبق، على يمين المتجه إلى المساجد

ص: 25

السبعة، ويمكن الصعود إليه من ممر ضيّق بين عمارة جوهرة المدينة للزائرين والحجاج، وجوهرة أمّ القرى للسفريات الدولية. وبناؤه عثماني، وكان فوقه قبّة صغيرة، ثم أزيلت، وبقي الكهف قائم العين حتى الآن.

وقيل: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يبيت فيه محروساً أيام غزوة الخندق قبل أن يترك الحراس(1).

وروى الطبراني(2) عن أبي قتادة قال: «خرج معاذ بن جبل لطلب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فلم يجده، فطلبه في بيوته فلم يجده، فأتبعه في سكة حتى دُلّ عليه في جبل ثواب (سلع) فخرج حتى رقي جبل ثواب، فنظر يميناً وشمالًا فبصر به في الكهف الذي اتخذه الناس إليه طريقاً إلى مسجد الفتح، قال معاذ: فإذا هو ساجد، فهبطتُ من رأس الجبل وهو ساجد فلم يرفع رأسه حتى أسأت به الظن؛ فظننت أنه قد قُبض، فلما رفع رأسه قلت: يا رسولَ اللَّه! لقد أسأت بك الظن، وظننت أنك قد قُبضت، فقال: جاءني جبريل عليه السلام بهذا الموضع فقال: إنّ اللَّه- عزّ وجلّ- يقرئك السلام، ويقول لك: ما تحبّ أن أصنع بأمتك، قلت: اللَّه أعلم، فذهب، ثم جاءني فقال: إنّه يقول: لا أسوءك في أمتك، فسجدتُ، فأفضل ما يتقرب به العبد إلى اللَّه السجود».


1- الدر الثمين: 233.
2- المعجم الصغير 2: 117.

ص: 26

9- مسجد الراية

يقع هذا المسجد شمال المسجد النبوي، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بكيلومتر واحد وثمانمائة متر، وهو خلف المحطة الأهلية للبنزين، التي تُعرف بمحطة الزغيبي.

وقد أصبح هذا المسجد محصوراً بين المساكن الجديدة، ويصعد

ص: 27

إليه صعوداً، وكان في حجم الغرفة، وبناؤه من الحجر، وقربه حوش، أما الآن فقد رممت الغرفة، وطلي حجرها بالبلاط الجميل الصغير الحجم، وأُلحق الحوش بالمسجد، وفُصل بينه وبين الغرفة جدار له باب متصل بها.

وأصل تسميته بمسجد الراية نسبة إلى جُبيل الراية الذي يقع عليه هذا المسجد، والذي نصب النبيّ صلى الله عليه و آله رايته المنصورة عليه في غزوتي خيبر وتبوك.

وقد صلّى الرسول صلى الله عليه و آله على هذا الجبيل، ووضع قبته عليه في الأيام الأولى من حفر الخندق(1).


1- وفاء الوفا 3: 845، وعمدة الأخبار: 187- 188؛ والدر الثمين: 171.

ص: 28

10- مسجد الدرع

مكان هذا المسجد على يسار طريق مزار سيد الشهداء، وقبل مسجد المستراح بثلاثمائة متر، وسُمي بالدرع؛ لأن النبيّ صلى الله عليه و آله وضع فيه درعه، وهو لباس الحرب الخاص به(1).

وبناؤه عثماني، وقد جُدد في الوقت الحاضر.


1- تاريخ معالم المدينة: 134.

ص: 29

11- مسجد الشيخين أو البدائع أو المستراح

يقع هذا المسجد على يسار الذاهب إلى أُحد من طريق سيد الشهداء، وقبل الوصول إلى شهداء أُحد بمسافة تقدّر بكيلومتر واحد وثلاثمائة متر، وقد بُني إلى جانبه مسجدٌ حديثٌ، وسمّي باسمه.

وأصل تسميته بمسجد الشيخين نسبة إلى أجمة الشيخين، وهي

ص: 30

عبارة عن نتوء كان أصله أطمان ليهود، وقيل: سميت بأجمة الشيخين نسبة إلى رجل وامرأة تجاوز عمرهما مائة عام، تحادثا وتسامرا عند هذه الأجمة، فاستغرب الناس ذلك، وسموا مكانهما بهذا الاسم(1).

وكان هذا المسجد يسمى أيضاً بمسجد البدائع(2).

فروى ابن شبة(3) عن سعد: «أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله صلّى في المسجد الذي عند الشيخين، وبات فيه، وصلّى فيه الصبح يوم أُحد، ثم غدا منه إلى أُحد، وعن ابن عباس عن سعد أن النبيّ صلى الله عليه و آله صلّى في المسجد الذي عند البدائع عند الشيخين العصر والمغرب والعشاء والصبح وبات فيه حتى أصبح».

ويسمى الآن بمسجد المستراح، وهو معروف عند أهل المدينة بهذا الاسم، ويظهر أنّ سبب تسميته بذلك نسبة إلى استراحة النبيّ صلى الله عليه و آله فيه عند ذهابه إلى غزوة أُحد.

وقد استعرض الرسول صلى الله عليه و آله جيشه عند هذا المسجد، وردّ مَن استصغره من الصحابة، كما ردّ كتيبة اليهود من أحلافه، وقال: «لا نستعين بالمشركين على المشركين»(4)، وعندها رجع عبد اللَّه بن أبيّ بمن أطاعه من المنافقين، وهم ثلث الجيش، متذرعاً أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أخذ برأي غيره(5).


1- عمدة الأخبار: 176؛ والدر الثمين: 175.
2- تاريخ المدينة 1: 72؛ ووفاء الوفا 3: 865؛ والدر الثمين: 175.
3- تاريخ المدينة 1: 72.
4- طبقات ابن سعد 2: 39؛ وتحقيق النصرة: 154؛ والدر الثمين: 174.
5- الدر الثمين: 174.

ص: 31

12- جبل عينين (الرماة)

وهو جبيل شمال المسجد النبوي على بُعد أربعة كيلومترات وثلاثمائة متر منه.

ص: 32

وكلمة عينين أصلها اسم لرجل من العمالقة(1).

وقيل: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله صلّى على هذا الجبل يوم أُحد.

جبل الرماة من الخلف، ويظهر مجرى السيل واضحاً

وسمي في الإسلام جبل الرماة، لأن النبيّ صلى الله عليه و آله أوقف عبد اللَّه بن جبير في خمسين من الصحابة الرماة يوم معركة أُحد لصدّ المشركين من الجهة الجنوبية ورميهم بالنبل، وأوصاهم بعدم التحرك من الجبل سواء انتصر المسلمون أم هزموا، وقد حاولت


1- الدر الثمين: 175؛ والعمالقة قوم كانوا في يثرب المدينة قبل مجي ء تُبّع من اليمن إليها، ومحاصرته لها، وإعجابه بها، ورغبته في اتخاذها محلًا لسكناه، لكن قيل له: إنّها ليست لك، إنها مهاجر نبيّ يأتي في آخر الزمان، فترك من قومه، وهم الأوس والخزرج، ليدركوا ذلك النبيّ وينصروه.

ص: 33

خيول المشركين الإغارة على المسلمين من جهة هذا الجبل، فصدّهم الرماة ثلاث مرّات.

وبعد احتدام القتال بين الجانبين أسفر عن قتل حملة لواء المشركين، وانكشفوا وتركوا متاعهم، فنزل أغلب الرماة ليشاركوا بقية المسلمين في أخذ الغنائم، ولم يبق منهم إلّارئيسهم وستة من أصحابه(1)، وعند ذاك التفّ عليهم خالد بن الوليد في خيول المشركين، واستطاعوا قتلهم، وأخذوا مكانهم، ثم هجموا على المسلمين، فتألم قائد الرماة عبد اللَّه بن جبير، وقال: «اللّهمّ إني أبرأ إليك ممّا فعل هؤلاء وما فعل هؤلاء»، يعني المخالفين والمشركين(2).

وأصيب سيد الشهداء حمزة رضى الله عنه برمية وحشي(3) في الركن الجنوبي الشرقي من هذا الجبل، ثم سقط شهيداً في جهته الشرقية، ودفن مع ابن أُخته عبد اللَّه بن جحش في ذلك المكان، وبقيا كذلك حتى سنة 46 ه، ثمّ نقلا إلى مكانهما الحالي بسبب سيل الماء الشديد الذي جرف قبريهما(4).

وقيل: إنّه تحركت يد حمزة- رضوان اللَّه عليه- عن جرحه، فسال منه الدم، وكأنّ صاحبه حيٌّ لم يَمُت(5)، ثم أُعيدت إلى مكانها فوقف


1- الدر الثمين: 187.
2- الدر الثمين: 176.
3- جاء في سيرة ابن هشام 3: 12 ما نصّه: «فبلغني أنّ وحشياً لم يزل يحدّ في شرب الخمرحتى خلع من الديوان»؛ وجاء في الدر الثمين: 199 أنه «مات مدمن خمر».
4- جاء في تحقيق النصرة: 134- 135 أنه «لا يُعرف من قبور الشهداء إلّاحمزة وابن أخته عبد اللَّه بن جحش، قيل: وهو الملقب بالمُجدع في اللَّه، لأنه قُتِل وجُدِع قُطِع أنفه وأذنه».
5- تاريخ المدينة المنورة 1: 133، والدر الثمين: 199.

ص: 34

ثوران الدم، فصدق اللَّه- تعالى- بقوله: ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل اللَّه أمواتاً بل أحياء عند ربّهم يرزقون(1).

وقد أُزيل الكثير من هذا الجبل، فقبل بضع سنين رأيت عليه بناءً عثمانياً من الحجر، لكنه هدم معظم هذا البناء، ولم يبق منه إلّاآثار قليلة، كما سوي سطحه، وصار الصعود إليه سهلًا.

والملاحظ على جبل أُحد أنّه شبيه بقلعة عسكرية محصّنة من جهاتها الثلاث الشمالية والشرقية والغربية، أما جبل الرماة فهو حماية للجيش الإسلامي من الجهة الجنوبية، فلما دخل جيش المشركين بين الجبلين سَهُل الانقضاض عليه، فلو التزم الرماة بأمر النبيّ صلى الله عليه و آله لما استطاع الكفار الانتصار في هذه المعركة.

فيا ليتنا نلتزم بأوامر اللَّه- تعالى- ونبيّه صلى الله عليه و آله التزاماً كاملًا؛ لنفوز بسعادة الدارين، ويكون لنا شأن آخر.


1- آل عمران 169.

ص: 35

13- الزبية (الحفرة)

التي سقطت فيها دابة النبيّ صلى الله عليه و آله في غزوة أُحد.

تقع هذه الحفرة خلف قبور شهداء أُحد، وتبعد عنها بمائة متر بالاتّجاه إلى الشمال، وهي البقعة الوحيدة التي لم تُسفّل من بين المساحة الواسعة المسفّلة، والتي يمرّ منها المتّجه إلى جبل أُحد.

ص: 36

والزُبية هي المَصْيَدة التي حفرها المشركون في طريق دابّة النبيّ صلى الله عليه و آله، وغطّوها بالقَش حتى وقعت فيها دابّته صلى الله عليه و آله، ثمّ أصابه عُتبة فجرح شفته السفلى، وكسر رباعيته، ثمّ شجّه ابن قمئة وابن شهاب، فسارع بعض الصحابة ورفعوه منها(1).

وقد كان في مكان هذه الحفرة مسجدٌ صغيرٌ يُسمّى مسجد الثنايا أو قبة الثنايا، وسُمّي بذلك لأنّه كُسرت فيه ثنايا النبي صلى الله عليه و آله في غزوة أُحد. وقد تهدّمت القبة وأُزيل المسجد، وبقيت- كما هي عليه الآن-(2) أرضاً خالية.


1- سيرة ابن هشام 3: 21؛ والدرّ الثمين: 177- 178.
2- تاريخ معالم المدينة المنوّرة: 137.

ص: 37

14- مسجد الفسح (المسجد المسوّر)

مكان هذا المسجد إلى الشمال من قبور شهداء أُحد ومن الزبية، ويقع على سفح جبل أُحد، وكان ملاصقاً له، وهو على يمين الذاهب إلى الشِعب الذي فيه المهراس(1)، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بمائة وخمسين متراً.

وهو مسجد صغير بُني بالحجارة منذ زمن الأتراك، وسوِّر بأسلاك حديدية، حتى عُرف عند أغلب الساكنين هناك بالمسجد المسوّر.

وقد توهّم الأُستاذ غالي الشنقيطي صاحب كتاب الدرّ الثمين(2) بقوله: «وقد بُني في عهد المملكة العربية السعودية بناءً حديثاً وجميلًا». فقد زرته في شهر رجب عام 1412 ه، ووجدته على حالته السابقة، ولا زال السور الحديدي محيطاً به.

ويظهر أنّه لم يره رأي العين المجرّدة، لأنّ المتبقي منه جدار


1- وهو شقّ في جبل أُحد، والذي سيأتي بيانه لاحقاً إن شاء اللَّه تعالى.
2- الدر الثمين: 178.

ص: 38

واحد فقط، وهو الذي فيه المحراب، وأنّه رأى مسجداً حديثاً وظنّه هو، والواقع أنّ المسجد الذي بُني بناءً حديثاً هو مسجد عبد اللَّه المفوز، وسألتُ أحد ساكني المحلة قديماً بقولي: هل كان مكان هذا المسجد (مسجد عبد اللَّه المفوز) بناءً قديماً من الحجر؟ فكان جوابه: بعدم وجود أيّ حجر في مكانه، وأنّ أصله أرض بيضاء.

وسبب تسميته بمسجد الفسح قيل:(1) إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله صلّى فيه بعد انتهاء معركة أُحد صلاتي الظهر والعصر جلوساً، وصلّى الصحابة معه جلوساً، وذلك لما أُجهدوا من الجراح، ونظراً لضيق مساحته لم يجد بعضهم محلًا للصلاة فيه فنزل قوله تعالى: يا أيّها الذين آمنوا إذا


1- الدرّ المنثور: 178.

ص: 39

قيل لكم تفسَّحوا في المجالس فافسحوا يفسحِ اللَّه لكم(1).

وقيل:(2) إنّ هذه الآية نزلت بسبب ضيق المكان في المسجد النبوي، وكان يوم جمعة. واللَّه أعلم.

ويغلب على هذا المسجد اسم مسجد الفسح منذ القِدم، وهو مشهور بذلك(3).


1- المجادلة 58: 11.
2- أسباب النزول: 276.
3- وفاء الوفاء 3: 848؛ والدرّ المنثور: 178.

ص: 40

15- المهراس

هو نَقْر في جبل أُحد، كان يرشح ماءً، وبعد صعود النبيّ صلى الله عليه و آله إليه غُسل عن وجهه الدم والجراح التي لحقت به بسبب إسقاط دابته في الزبية التي حفرها الكفار- كما مرّ سابقاً- ثمّ نزفت جراحه مرّة أُخرى، فجاءت ابنته فاطمة الزهراء رضي اللَّه عنها وأحرقت قطعة من

ص: 41

حصير ثمّ أخذت رمادها وكمّدت بها جراح أبيها صلى الله عليه و آله فتوقف الدم(1).

ويبعد المهراس عن قبور شهداء أُحد بمسافة تقدّر بثمانمائة متر، ومكانه شمال مسجد الفسح وأعلى منه قليلًا.

ويرتاد المهراس بعض الزوّار للصلاة في داخله.


1- الدرّ الثمين: 178؛ وجاء في سيرة ابن هشام 3: 26 وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وهو يقول: غضب اللَّه على مَن دمى وجه نبيه.

ص: 42

16- قبر النبيّ هارون عليه السلام

يقع هذا القبر على جبل أُحد في الجهة الشمالية الغربية منه، وقد أُحيط ببناء شبيه بالقلعة، له باب رئيسي، ومنفذان صغيران لتسرب ماء المطر منهما، وتوجد فوق القبر كتابات قديمة، وإلى جانبه غرف، وفي الوسط ساحة صغيرة، ويبعد عن قبور شهداء أُحد بحوالى

ص: 43

خمسة كيلومترات ومائتي متر، ويسهل الوصول إليه بالسير بمحاذاة جبل أُحد، وهو قبل محطة المهندس للبنزين- والتي تقع على طريق الخواجات (غير المسلمين)، وتقابل نهاية جبل أُحد- بمسافة تقدّر بأربعمائة متر.

وفي ذلك المكان شِعب يُعرف بشعب هارون(1).

وروى ابن شبة(2) عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، قال: (خرج موسى وهارون حاجَّيْن أو معتمرين، حتى إذا قدما المدينة خافا اليهود، فنزلا أُحداً وهارون مريض، فحفر له


1- وفاء الوفا 3: 930.
2- تاريخ المدينة المنورة 1: 85- 86.

ص: 44

موسى قبراً بأُحد وقال:

يا أخي أدخل فيه فإنّك ميّت، فدخل فيه، فلمّا دخل قبضه اللَّه، فحثا موسى عليه التراب).

ص: 45

17- مسجد الكاتبية

يقع هذا المسجد في بداية طريق قباء الطالع في أول شارع من الجهة اليمنى بعد جسر الصافية، وخلف الإشارة الضوئية الأولى، وهو قريب من مجمّع جوازات المدينة من جهته الشرقية.

ويظهر مكان القبر واضحاً، وهو الربوة المرتفعة تحت الشجرة

ص: 46

وبناء هذا المسجد عثماني، ويوجد في جهته الجنوبية قبر صحابي جليل من شهداء أُحد اسمه (رافع بن مالك الزراقي)(1)، وإنّ موقع القبر الآن على يسار المحراب من الخارج، وهو ملاصق للمسجد، ومكانه بارز ومرتفع، ومبنيّ من الحجارة السوداء، ومطليٌّ بالاسمنت الأبيض.


1- هو رافع بن مالك بن عامر بن زريق، من بني الخزرج، ويُكنّى بأبي مالك، وله من الأولادرفاعة وخلّاد، وقد شهد غزوة بدر، وكان من الكَمَلَة، والكامل في الجاهلية هو الذي يُحسن الكتابة والرمي والعوم، ينظر: عنوان النجابة في معرفة مَن مات من الصحابة: 106؛ وتاريخ معالم المدينة: 142.

ص: 47

18- مسجد المغيسلة

مكان هذا المسجد إلى الجنوب الغربي من مسجد الكاتبية، وفي الجهة الغربية من متوسطة سعد بن الربيع للبنين، ويغلب على المحلة التي يقع فيها هذا المسجد اسم المالحة.

وهو على ربوة مرتفعة محاصرة بالمنازل، وقد جُدّد بناؤه حديثاً.

ص: 48

ويسمى هذا المسجد قديماً بمسجد بني دينار بن النجار من الخزرج، روى ابن شبة(1) عن عبد اللَّه بن عتبة بن عبد الملك «أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان كثيراً ما يصلّي في مسجد بني دينار عند الغسّالين»

وقد رأى السمهودي(2) حَجَراً في هذا المسجد مكتوباً عليه كتابة كوفية ما لفظه: (مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم).


1- تاريخ المدينة المنورة 1: 70؛ وينظر: تحقيق النصرة: 149؛ وتاريخ معالم المدينة: 114- 115.
2- وفاء الوفا 3: 867.

ص: 49

19- ثنية الوداع

تقع هذه الثنية على يمين الذاهب إلى مسجد قباء من طريق قباء الطالع، وهي قبل المسجد بمسافة تقدر بكيلومتر واحد، وعليها الآن قلعة من العهد التركي، وهي مَعْلَم بارز وواضح للعيان.

وللمدينة ثنيتان إحداهما جنوبية، وهي التي نتحدّث عنها الآن،

ص: 50

والأُخرى شمالية لوداع المسافر إلى الشام، وهذه الأخيرة أُزيلت لتوسعة مَيدان ملتقى طريقي سيد الشهداء وسلطانه.

وقد خُلّدت ثنيات الوداع لورودها في نشيد الأنصار عند استقبالهم النبي صلى الله عليه و آله حينما قَدِم للمدينة مهاجراً، وهو تعبير حيّ لفرحتهم به، ومطلع هذا النشيد:

طلع البدر علينامِن ثَنيّات الوداع(1)

ويظهر أنّ سبب تسميتها بثنية الوداع، أنّها كانت موضع توديع المسافرين من تلك الجهة قبل هجرة المصطفى صلى الله عليه و آله(2).


1- الدرّ الثمين: 123- 124، وسنذكر بقية الأبيات عند حديثنا عن مسجد بنات النجار.
2- تاريخ معالم المدينة: 125.

ص: 51

20- مسجد بنات النجّار

وهو مسجد فيه رَوْحانية وخشوع، ويقع في الجنوب الشرقي من ثنية الوداع، ويمكن للزائر الوصول إليه بسهولة من طريق قباء النازل؛ لأنّ المسجد في أوّل شارع فرعي على يمين الطريق المذكور، ويبعد عن مسجد قباء بمسافة تقدّر بتسعمائة متر، وعن الشارع العام

ص: 52

بحوالى مائة متر.

ويغلب على هذا المسجد عند أكثر الناس اسم مسجد الجمعة، وهو غير صحيح؛ لأن الطريقة الغالبة هنا عند تجديد أي مسجد تكون إمّا بتجديده في مكانه، أو في مكان مجاور له، والذي حدث لمسجد الجمعة، أنّه جُدِّد في مكان مجاور للمسجد القديم.

صورة

وبنات النجار هنّ من بنات أخوال النبي صلى الله عليه و آله، فلمّا قدم من مكة مهاجراً إلى المدينة، قابلته بنات النجار ينشدن الأبيات الجميلة المشهورة على الألسن وهي:

طلع البدر علينامن ثنيات الوداع

وجب الشكر عليناما دعا للَّه داع

أيها المبعوث فيناجئت بالأمر المطاع

ص: 53

جئت شرّفت المدينةمرحباً يا خير داع

قد لبسنا ثوب عزّبعد تمزيق الرقاع(1)

وقد فُرِش هذا المسجد الأثري، ويصلّي فيه بعض الزوار.


1- تاريخ معالم المدينة: 117.

ص: 54

21- مسجد الجمعة

مكان هذا المسجد مقابل مسجد بنات النجار، وهو في أول شارع فرعي على اليمين للقادم من مسجد قباء عن طريق قباء النازل.

وسمي بمسجد الجمعة؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه و آله صلّى فيه أول جمعة في الإسلام، التي أوجبها اللَّه تعالى بقوله:

ص: 55

يا أيّها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعَوا إلى ذكر اللَّه وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون(1)

فعندما وصل إلى قباء، ومكث فيها أيّاماً، انتقل بعد ذلك إلى المدينة، ومرّ ببني سالم بن عوف، فنزل عندهم، ولمّا أدركته صلاة الجمعة في ذلك المكان صلّاها، وخطب أول خُطبة فيها، وهي:

«الحمد للَّه أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأُؤمن به، ولا أكفره وأُعادي مَن يكفره، وأشهد أن لا إله إلّااللَّه وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل، وقلّة من العلم وضلالة من الناس، وانقطاع من الزمان،


1- سورة الجمعة 62: 9.

ص: 56

ودنو من الساعة، وقرب من الأجل، مَن يطع اللَّه ورسوله فقد رشد، ومَن يعصهما فقد غوى وفرط وضلّ ضلالًا بعيداً، وأوصيكم بتقوى اللَّه، فإنّه خير ما أوصى به المسلمُ المسلمَ: أنْ يحضّه على الآخرة، وأن يأمره بتقوى اللَّه، فاحذروا ما حذّركم اللَّه من نفسه، ولا أفضل من ذلك نصيحة ...»(1) إلى آخر الخطبة.

وكان هذا المسجد يسمى بمسجد عاتكة(2) فترة من الزمن.

وكذلك أُطلق عليه سابقاً مسجد الوادي؛ لأنه يقع في بطن وادي رانوناء(3). كان هذا المسجد صغير الحجم، ثمّ وسّع عام 1412 ه توسعة كبيرة وجميلة.


1- تاريخ الطبري 2: 394- 395.
2- تاريخ المدينة المنوّرة 1: 68؛ وتاريخ معالم المدينة: 115.
3- تاريخ معالم المدينة: 115- 116.

ص: 57

22- مسجد ردّ الشمس

يقع هذا المسجد إلى الشرق من مسجد قباء باتجاه القادم منه إلى شارع قربان أو باب العوالي، في أول شارع متفرع من الجهة اليمنى قبل الإشارة الضوئية الأولى، ويبعد عن مسجد قباء بمسافة تقدر بكيلومتر واحد، وعن الإشارة الضوئية المذكورة بمسافة ثلاثمائة متر، ومكانه على طول امتداد شارع قربان.

ص: 58

ولم يبق من هذا المسجد قبل فترة من الزمن إلّاجدار خَرِب لا يتجاوز المتر الواحد(1)، ثمّ أُزيل هذا الجدار القديم، وبقي أرضاً جرداء يُصلّي فيه بعض الزوار، ولقد صليتُ فيه، لكنه سوِّر بعد ذلك ولا يمكن الدخول إليه إلّالدفن الموتى من الأطفال.

وهذا المسجد المشهور عند أهل تلك المحلة بأنّه الذي ردّت فيه الشمس لعليّ بن أبي طالب عليه السلام لأداء صلاة العصر بعد أن فاتته بسبب نوم النبيّ صلى الله عليه و آله على فخذه، فدعا صلى الله عليه و آله اللَّه أن يردّها، فاستجاب اللَّه دعاءه.

وقيل(2): إنّ مسجد الفضيخ- الذي سيرد ذكره لاحقاً- هو الذي رُدّت فيه الشمس، واللَّه أعلم.


1- تاريخ معالم المدينة: 125.
2- آداب الحرمين: 147.

ص: 59

23- بئر غَرْس

مكان هذه البئر على يسار القادم من مسجد قباء أو من قربان إلى باب العوالي، وهي خلف الإشارة الضوئية، من الجهة الشرقية، وتبعد عنها بمسافة تقدّر بخمسمائة وخمسين متراً، وتقع بمحاذاة معهد دار الهجرة ومدارس الشاوي الأهلية من الناحية الغربية. وهي الآن

ص: 60

مسوّرة من جهاتها الأربع، ولا يمكن رؤيتها إلّابالصعود على جدار سورها.

وهذه البئر مَعْلَم أثري قديم، وهي لسعد بن خيثمة، الذي كان النبيّ صلى الله عليه و آله يبيت أيّامه في منزله في قباء قبل أن ينتقل إلى المدينة(1).

جاء في تاريخ معالم المدينة(2) الآتي (قال المطري: وكانت هذه البئر قد خربت فجددت سنة 700 ه وهي كثيرة الماء وعرضها عشرة أذرع وطولها يزيد على ذلك، وماؤها تغلب عليه الخضرة وهو طيّب عذب، وقد خربت بعد ما اشتراها وما حولها الخواجة حسين بن الشهاب أحمد القاواني، وحوّط عليها حديقة وعمّرها، وجعل لها درجة ينزل إليها من داخل الحديقة وخارجها، وأنشأ بجانبها مسجداً عام 882 هجري)(3).

أمّا الآن فهي جافّة من الماء، وقيل: إنّ مَن اغتسل من مائها ثلاثة أيّام ذهبت حُمّته، وقد جرّب ذلك مَن لازمته الحمّى فترة طويلة أو متقطعة، فبرئ منها، وقيل:(4) إنّ في مائها مادة معدنية تداوي مغص المعدة وآلامها.

وقد توهم الأُستاذ عبيد اللَّه كردي محقّق كتاب تاريخ معالم المدينة المنوّرة(5) بقوله: (وموقعها الآن أمام معهد دار الهجرة، يفصل


1- تاريخ المدينة: 1/ 162، والمغانم المطابة: 456.
2- تاريخ معالم المدينة: 183.
3- لم يبق أثر لهذا المسجد.
4- الدُرّ المنثور: 136.
5- تاريخ معالم المدينة: 183 في الهامش.

ص: 61

بينها وبين المعهد الشارع، كما أنّ بئر غريس بالتصغير تلاصق المعهد من الناحية الغربية).

والصواب كما سألت بعض أهل المحلّة، وكذلك التقيت بالفلّاح الكبير السن الذي يعمل في المزرعة التي فيها هذه البئر، فأخبروني بأنّ هذه البئر المجاورة للمعهد هي المأثورة عن النبيّ صلى الله عليه و آله، وهي المجرّب ماؤها في شفاء بعض الأمراض، ولكن يسمّيها بعض الناس بئر غُرس، ويطلق عليها البعض الآخر بئر غريس.

وقد دعا الرسول صلى الله عليه و آله بدلوٍ من مائها فتوضّأ منه، ثمّ سكب بقية وضوئه فيها.(1)


1- تاريخ المدينة: 1: 61؛ وتاريخ معالم المدينة: 18؛ والدُر الثمين: 136.

ص: 62

وذكر المراغي في كتابه تحقيق النصرة(1) أنّ أبا نعيم وابن النجّار رَوَيا عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «رأيت الليلة أنّي أصبحت على بئر من الجنّة، فأصبح على بئر غرس، فتوضأ منها، وبزق فيها، وقيل: أُهدي له عسل فصبّه فيها».

وجاء في طبقات ابن سعد(2) «أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله شرب من بئر غرس وبرّك فيها، وقال: هي عين من عيون الجنّة».

ورُوي عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السلام(3) أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله شرب من بئر غرس وغُسِّل منها.

وأخرج ابن ماجة في سُننه(4) عن عليٍّ رضى الله عنه قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

إذا أنا متُّ فاغسلوني بسبع قِرَب من بئري بئر غرس».


1- تحقيق النصرة: 170.
2- طبقات ابن سعد 1: 503- 504.
3- باب ما جاء في غسل النبي صلى الله عليه و آله 1: 448، وينظر: وفاء الوفاء 3: 979 وآثار المدينة: 180.
4- تاريخ المدينة: 1: 162.

ص: 63

24- مسجد الفُقَيْر

يقع هذا المسجد على يمين الطريق الموصل بين قربان والعوالي، ويبعد عن مسجد قباء بمسافة تقدّر بكيلو متر واحد وتسعمائة متر، وعن الإشارة الضوئية بمسافة كيلو متر واحد، ومكانه على يمين محطة (نفط) للبنزين بالنسبة للقادم من قباء أو قربان.

ص: 64

وفيه أثر لمسجد قديم، وهو عبارة عن غرفة مبنيّة من الحجر، لكنّه مُهْمَل، ومع ذلك يصلّي فيه بعض الزوّار، وقد سوِّر بسور حديدي حديثاً.

وسبب تسميته بالفُقَيْر، لأنّ الرسول صلى الله عليه و آله قال لسلمان رضى الله عنه عندما جُمعت له فسائل النخل: «اذهب يا سلمان ففقّر(1) لها، فإذا فرغت فأتني: أكن أنا أضعها بيدي»(2).

وكان سلمان رضى الله عنه مسترقّاً ليهودية، وقيل ليهودي يملك هذا المكان الذي كان أصله بستاناً.


1- فقِّر أيْ احفر، ينظر: القاموس المحيط، فصل الفاء- باب الراء: 588.
2- سيرة ابن هشام 1: 226، وينظر: وفاء الوفا 3: 991- 992.

ص: 65

وعندما أسلم سلمان رضى الله عنه بعد تأكّده من صحة علامات النبوّة للرسول محمد صلى الله عليه و آله، والتي أخبره بها آخر راهب نصراني كان يعمل معه، وهي: أنّه صلى الله عليه و آله يقبل الهديّة، ولا يقبل الصدقة، وبين كتفيه خاتم النبوّة.

ولمّا طلب من اليهودي عتقه من الرقّ، شرط عليه ذلك اليهودي شرطاً إعجازياً، فأخبر سلمان رضى الله عنه الرسول صلى الله عليه و آله بذلك، فحقّق له المصطفى صلى الله عليه و آله ذلك الشرط، جاء في الدُرّ الثمين(1) (ولمّا قسم النبيّ صلى الله عليه و آله المسلمين إلى مهاجرين وكلّفهم بالجهة الغربية من الخندق، وإلى أنصار وكلّفهم بالجهة الشرقية منه، اختلفوا في سلمان رضى الله عنه، فقال الأنصار: سلمان منّا، وقال المهاجرون سلمان منّا، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله:

سلمان منّا أهل البيت، وذلك لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله هو الذي دفع عوض عتقه لليهودي الذي كان يسترقّه، وهذا العوض: غرس ثلاثمائة نخلة حتّى تثمر، وأربعون أُوقية من الذهب، فغرس النبيّ صلى الله عليه و آله النخل بيده الشريفة فلم تمضِ عليه سنة حتّى أثمر(2)، وأعطاه قدر بيضة من الذهب، فوزن منها أربعين أُوقية وبقيت كما كانت، وكتب النبيّ صلى الله عليه و آله بذلك كتاباً بينه وبين اليهودي).


1- الدرّ الثمين: 204، وينظر: سيرة ابن هشام 1: 226- 227.
2- أُحرق هذا النخل قبل فترة من الزمن، وبقيت بعض آثاره.

ص: 66

25- مشربة أُمّ إبراهيم

مكان هذه المشربة على امتداد شارع العوالي بعد مستشفى الزهراء الخاصّ، ثمّ اتّباع الشارع الأيسر المتّجه إلى مستشفى المدينة الوطني، وتبعد عن مستشفى الزهراء بمسافة تقدّر بسبعمائة متر، ويمكن للقادم من مسجد الفُقَير إلى العوالي الوصول إليها باتّخاذ

ص: 67

الشارع الأيمن.

وموقعها مقابل باب سور ضخم، مبنيّ بالطوب الأحمر، كُتبت عليه عبارة (انتاج الميمني للطوب الأحمر)، وباب المشربة أخضر اللون، ويمكن من خلاله رؤية الربوة المرتفعة الواقعة في الوسط، والتي هي أصل مكان المشربة. وكانت عبارة عن غرفة مبنيّة من الحجر، وفي أسفلها سلالم توصل إلى بئر فيه ماء، وقد دخلتُ الغرفة، وصلّيتُ فيها عام 1987 م.

وقد أُزيلت الغرفة قبل ست سنوات تقريباً، وأُبدل الباب الخشبي القديم بباب حديدي، ويصعب الدخول إليها في الوقت الحاضر إلّا لأهل تلك المحلّة؛ لدفن بعض الموتى هناك.

وأصل المشربة أحد بساتين مخيريق بن النضير، التي أوصى به وبغيره من أملاكه للنبيّ صلى الله عليه و آله بعد اشتراكه في غزوة أحد، وقتله فيها(1)، جاء في سيرة ابن هشام(2) (قال ابن إسحاق: وكان ممّن قتل يوم أحد مخيريق: وكان أحد بني ثعلبة بن الفطيون قال: لمّا كان يوم أحد، قال:

يا معشر اليهود، واللَّه لقد علمتم أنّ نصر محمّد عليكم لحق، قالوا: إنّ اليوم يوم السبت، قال: لا سبت لكم، فأخذ سيفه وعدّته، وقال: إنْ أُصبت فمالي لمحمّد يصنع فيه ما شاء؛ ثمّ غدا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقاتل معه حتّى قُتل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله- فيما بلغنا- مخيريق خير يهود).

وكانت السيدة مارية القبطية- رضي اللَّه عنها- تسكن ذلك


1- سيرة ابن هشام 3: 29، وتاريخ المدينة 1: 173.
2- سيرة ابن هشام 3: 29.

ص: 68

البستان، وفيه ولدت إبراهيم ابن النبيّ صلى الله عليه و آله، جاء في الدُرّ الثمين(1):

(وقد صلّى النبيّ صلى الله عليه و آله في مشربة أُمّ إبراهيم في بعض زياراته لجاريته وسريته وأُمّ ولده (ماريا القبطية) وبُني في مكان صلاته مسجد في أيام عمر بن عبد العزيز والياً على المدينة).

وقيل(2): إنّ سبب تسميتها بمشربة أُمّ إبراهيم هو تعلقّ السيدة ماريا القبطية بخشبة من خشب تلك المشربة حين ضربها المخاض وقت ولادة إبراهيم.

وكان موقعها يُسمّى قديماً بالدشت أو الدشيت، وهو بين نخل تُعرف للأشراف القواسم، وهي نسبة إلى بني قاسم بن إدريس بن جعفر أخي الحسن العسكري(3).


1- الدرّ الثمين: 149.
2- عمدة الأخبار: 171؛ والدُرّ الثمين: 149.
3- تاريخ معالم المدينة: 121.

ص: 69

26- مسجد الفضيخ

يقع هذا المسجد إلى الجنوب من مشربة أُمّ إبراهيم، في الشارع الموصل بين شارع العوالي وخط الحزام، على الطريق المتّجه إلى مستشفى المدينة الوطني، في الشارع الفرعي الأيمن قبل صالة (مرحبا) للأفراح بمسافة تقدّر بخمسمائة متر.

ص: 70

وكلمة الفضيخ هي عصير العنب، أو شراب يُتّخذ من البسر، وهو التمر قبل إرطابه. وفَضْخُه: أي دَفْقُه(1).

وقد ذكر ابن شبة في كتابه تاريخ المدينة(2) سبب تسميته بمسجد الفضيخ أنّه روي عن (جابر بن عبد اللَّه (رضي اللَّه عنهما) قال: حاصر النبي صلى الله عليه و آله بني النضير، فضرب قبَّته قريباً من مسجد الفضيخ، وكان يصلّي في موضع الفضيخ ست ليالٍ، فلمّا حرّمت الخمر خرج الخبر إلى أبي أيوب ونفر من الأنصار وهم يشربون فيه فضيخاً، فحلّوا وكاء السقاء، فهرقوه فيه، فبذلك سُمِّي


1- القاموس المحيط، باب الخاء- فصل الفاء: 329، والصحاح، باب الراء- فصل الباء 2: 589.
2- تاريخ المدينة 1: 69. وينظر: عمدة الأخبار: 171، والدُرّ الثمين: 142.

ص: 71

مسجد الفضيخ).

وبناء هذا المسجد متين، تعلوه خمس قباب، وله رحبة واسعة تحت السماء، وفيه رَوْحانية وخشوع، ويؤمّه أهل تلك المحلّة وغيرهم للصلاة فيه.

ويرى البعض(1) أنّ حادثة ردّ الشمس لعليّ كرّم اللَّه وجهه بعد غروبها؛ ليدرك صلاة العصر، وقعت في هذا المسجد، فلمّا فرغ من صلاتها انقضّت انقضاض الكوكب. وهذا الرأي هو الأكثر صحّة؛ لأنّه المروي عن عدد من العلماء القُدامى(2).

وقيل: إنّ هذا المسجد يُطلق عليه اسم مسجد الشمس؛ لوقوعه إلى جهة شروق الشمس بالنسبة لمسجد قباء(3).

وهذا تعليل غير واقعي؛ لأنّ هناك الكثير من المساجد واقعة في جهة شروق الشمس بالنسبة لمسجد قباء، فَلِمَ لم تُسمَّ بمسجد الشمس؟ كمسجد الفُقَيْر ومسجد بني قريظة(4) ومسجد بني ظفر(5).


1- آداب الحرمين: 147.
2- ردّ الشمس: 94.
3- الدُرّ الثمين: 140؛ وتاريخ معالم المدينة: 125؛ وآثار المدينة: 97.
4- لم أقف له على أثر، وقد صلّى فيه النبيّ صلى الله عليه و آله أيام حصاره لبني قريظة.
5- قد أُزيل مكانه، وأصبح الآن وسط شارع الملك عبد العزيز في أوّل صعوده مع الحرّة الشرقية، وقيل: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم أتى مسجد بني ظفر، ومعه بعض الصحابة، وأمر قارئاً أن يقرأ عليه القرآن فقرأ حتّى أتى على قوله تعالى في سورة النساء 4: 41 فكيف إذا جئنا من كلّ أُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، فبكى صلى الله عليه و آله و سلم. ينظر: الدُرّ الثمين: 152.

ص: 72

جاء في كتاب عمدة الأخبار(1) (قال القاضي عياض في الشفا: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يُوحى إليه ورأسه في حِجر عليّ رضى الله عنه، فلم يصلِّ العصر حتّى غربت الشمس، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: أصلّيت يا عليّ؟ قال:

لا، فقال: اللهمّ إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها طلعت بعد ما غربت، ووقفت على الجبال والأرض).

وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار(2)، وقال: (عن أحمد بن صالح إنّه كان يقول: لا ينبغي لمن كان سبيله العِلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء الذي روي لنا عنه، لأنّه من أجلّ علامات النبوّة).

وذكر الطريحى في كتابه ردّ الشمس(3) نص قول الفضل بن الحسن الطبرسي الآتي (ما استفاضت فيه الأخبار ونظّمت فيه الأشعار رجوع الشمس له مرّتين، في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله مرّة وبعد وفاته أُخرى. فالأُولى قد روتها أسماء بنت عميس وأُمّ سلمة زوج النبيّ صلى الله عليه و آله وجابر بن عبد اللَّه وأبو سعيد الخدري في جماعة من الصحابة أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان ذات يوم في منزله وعليّ عليه السلام بين يديه إذ جاء جبرئيل يناجيه عن اللَّه عزّ وجلّ فلمّا تغشّاه الوحي توسّد فخذ أمير


1- عمدة الأخبار: 171.
2- مشكل الآثار 2: 11، وينظر: البداية والنهاية 6: 80.
3- ردّ الشمس: 37.

ص: 73

المؤمنين عليه السلام فلم يرفع رأسه حتّى غابت الشمس وصلّى العصر جالساً بالإيماء فلمّا أفاق النبيّ صلى الله عليه و آله قال له: أدعُ اللَّه ليردّ عليك الشمس فإنّ اللَّه يُجيبك لطاعتك اللَّه ورسوله، فسألَ اللَّهَ عزّوجلّ أميرُ المؤمنين في ردّ الشمس فردّت عليه حتّى صارت في موضعها من السماء وقت العصر فصلّى أمير المؤمنين الصلاة في وقتها ثمّ غربت وقالت بنت عميس: أما واللَّه لقد سمعنا لها عند غروبها صريراً كصرير المنشار في الخشب.

وأمّا الثانية: أنّه لمّا أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم وصلّى بنفسه في طائفة معه العصر، فلم يفرغ الناس عن عبورهم حتّى غربت الشمس وفات كثيراً منهم الصلاة، وفات جمهورهم فضل الجماعة، فتكلّموا في ذلك فلمّا سمع كلامهم فيه سأل اللَّه عزّوجلّ ردّ الشمس عليه فأجابه بردّها عليه فكانت في الأُفق على الحال التي تكون وقت العصر فلمّا سلّم بالقول غابت فسُمِع لها وجيب(1) شديد).

ومن الخير للمسلم أن يدعو في هذا المسجد قائلًا:

(اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، ولا تدع لي في هذا المكان المكرّم والمسجد المعظّم ذنباً إلّاغفرته، ولا همّاً إلّافرّجته، ولا مرضاً إلّا شفيته، ولا عيباً إلّاسترته، ولا رزقاً إلّابسطته، ولا خوفاً إلّاآمنته، ولا شملًا إلّاجمعته، ولا غائباً إلّاحفظته وأدنيته، ولا دَيْناً إلّاأدّيته، ولا


1- وجيب: خَفْق، ينظر: القاموس المحيط، باب الراء فصل الواو: 180.

ص: 74

حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضىً ولي فيها صلاح إلّا قضيتها يا أرحم الراحمين)(1).


1- آداب الحرمين: 147.

ص: 75

27- جبل بنى قريظة

مكان هذا الجبل مقابل مستشفى المدينة الوطني، ويسهل الوصول إليه للمتجه إلى مسجد قباء عبر طريق الحزام، باتخاذ الشارع الفرعي الأيسر بعد محطة ابن فارس للبنزين، ثم الدخول في أول شارع فرعي على اليمين قبل منازل الإسكان الحكومي، ويمكن أن يُرى من شارع خط الحزام العام.

وبنو قريظة قوم من اليهود نزلت المدينة قديماً انتظاراً لمبعث نبي آخر الزمان، ولمّا بعث النبيّ صلى الله عليه و آله كفروا به(1)، كما جاء في قوله تعالى:

وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللَّه على الكافرين(2).

ولما غدر اليهود بالنبيّ صلى الله عليه و آله والمسلمين، وهم قوم غدر، حاصرهم صلى الله عليه و آله خمسة عشر يوماً، ثم حكّم فيهم سعد بن معاذ زعيم


1- جامع البيان 1: 41، ومجمع البيان 1: 355، والجامع لأحكام القرآن 2: 27، وأسباب النزول: 16- 17.
2- سورة البقرة 2: 89.

ص: 76

الأوس، فقد روى أبو سعيد الخدري: «نزل أهل قريظة على حكم سعدبن معاذ، فأرسل النبيّ صلى الله عليه و آله إلى سعد فأتى على حمار، فلما دنا من المسجد، قال للأنصار: قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم، قال: قد نزلوا على حكمك، فقال: تُقتل مُقاتلتهم، وتُسبى ذراريهم، قال: قضيت بحكم اللَّه»(1).

وقد اتخذ الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام المسجد النبوي السابق قصراً على شرق هذا الجبل، ثم حفر جهاته الثلاث الأخرى،


1- فتح الباري بشرح صحيح البخاري- كتاب المغازي- باب مرجع النبيّ صلى الله عليه و آله من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة 7: 411 حديث رقم 4121، وصحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير- باب جواز قتال من نقض العهد، حديث رقم 1768.

ص: 77

ممّا حال دون الصعود إليه في الوقت الحاضر.

ولقد صعدتُ على سطح هذا الجبل عام 1980 م، ووجدت خندقاً في محيطه يصل إلى حزام الرجل، وأرضه خصبة تَصلُح للزراعة، وقد خطر لي في حينها

الواقع الحقيقي لليهود الذي بيّنه الخالق تعالى بقوله: لا يقاتلوكم جميعاً إلّافي قرى محصّنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون(1).


1- سورة الحشر 59: 14.

ص: 78

28- حصن كعب بن الأشرف

يقع هذا الحصن إلى الغرب من جبل قريظة، في الطريق الموصل إلى سد بطحان مع أي طريق سواء قباء- قربان- العوالي(1)، وهو بعد حديقة السد، وفي نفس اتجاهها، ويبعد عنها بمسافة تقدّر بثمانمائة متر، ويمكن للذاهب إليه أن يرى أطلال القصر واضحة من الشارع.

وكعب بن الأشرف يُعتبر ملك اليهود بالمدينة، وهو الطائي نسباً، اليهودي ديناً وخؤولة، وهو معدود من بني النضير.

وقد نقض العهد الذي بينه وبين النبيّ صلى الله عليه و آله حسداً وحقداً، وصار يناصر قريشاً ضدالمسلمين، ويتشبب بنساءالمسلمين، فقال النبي صلى الله عليه و آله: مَن لكعب بن الأشرف؟(2) جاء في طبقات ابن سعد(3): (وكان سبب قتله أنه كان رجلًا شاعراً يهجو النبيّ صلى الله عليه و آله وأصحابه، ويحرّض عليهم ويؤذيهم، فلما كانت وقعةبدر كُبت وذلّ، وقال: بطن الأرض خير من ظهرها اليوم، فخرج


1- المغانم المطابة: 457.
2- الدر الثمين: 132.
3- طبقات ابن سعد 2: 32.

ص: 79

حتّى قدم مكة، فبكى قتلى قريش وحرّضهم بالشعر، ثم قَدِم المدينة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: اللهم اكفني ابن الأشرف بما شئت في إعلانه الشر وقوله الأشعار، وقال أيضاً: مَن لي بابن الأشرف فقد آذاني).

فاستعدّ جماعة من الصحابة لقتله وهم: محمد بن مسلمة، وسلكان (أبو نائلة) أخو كعب بن الأشرف من الرضاعة، وعبّاد بن بِشر، والحارث بن أوس بن معاذ، وأبو عبس بن جبر، وضربوه على أمّ رأسه، وشقّه محمد بن مسلمة بسيف قصير حتّى هلك في شِعب العجوز بين بوابة حصنه والوادي(1).


1- تاريخ معالم المدينة: 242، والدر الثمين: 133.

ص: 80

29- مسجد الصيحاني

مكان هذا المسجد بعد الإشارة الضوئية التي تقطع شارع الحزام وشارع قربان الموصل إلى سد بطحان باتجاه القادم إلى مسجد قباء، في أول فتحة على اليسار بعد الإشارة المذكورة، وموقعه قبل مصنع مياه المدينة المنورة- طيبة، وفي نفس اتجاهه، ويبعد عنه بحوالى ثلاثمائة وخمسين متراً، وينزل إليه من بعد البيوتات المبنية بالطوب العادي بثلاثين متراً، بالاتجاه إلى الشرق، وهو خلف الحجار الأسود، ويعرفه بعض سكان تلك المحلة.

ولم يذكره مؤلفو كتب تاريخ المدينة المنورة- حسب اطلاعي- إلّا السمهودي، جاء في كتابه خلاصة وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى(1) ما نصه: (وأنواع تمر المدينة كثيرة استقصيناها في الأصل الأول فبلغت مائة وبضعة وثلاثين نوعاً، منها الصيحاني، وفي فضل أهل البيت لابن المؤيد عن جابر رضى الله عنه، قال: كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه و آله يوماً في بعض


1- الباب الأول- الفصل الخامس: 30، وينظر: وفاء الوفا، الباب الثاني- الفصل السادس 1/ 73.

ص: 81

حيطان المدينة ويد عليّ في يده، قال: فمررنا بنخل، فصاح النخل: هذا محمّد سيد الأنبياء وهذا عليّ سيد الأوصياء أبو الأئمة الطاهرين، ثمّ مررنا بنخل، فصاح النخل: هذا، محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهذا عليٌّ سيف اللَّه، فالتفت النبيّ صلى الله عليه و آله إلى عليّ، فقال له: سمّه الصيحاني، فسُمّي من ذلك اليوم الصيحاني، فكان سبب تسمية هذا النوع بذلك، أو المراد فضل ذلك الحائط، وبالمدينة موضع يُعرف بالصيحاني).

وقد ذكره ابن شاذان في كتابه فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام(1)، بهذا النص: (الفضيلة الثالثة والسبعون: عن أبي بكر عبد اللَّه بن عثمان، قال: كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه و آله في بستان عامر بن سعد


1- فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: 88.

ص: 82

بعقيق السفلى، فبينما نحن نخرق البستان إذ صاحت نخلة، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: أتدرون ما قالت النخلة؟ قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، فقال: صاحت هذا محمّد ووصيّه عليّ بن أبي طالب، فسمّاها النبيّ صلى الله عليه و آله الصيحاني).

وكان بعض زوّار المدينة سابقاً يأتون إلى هذا المسجد للصلاة فيه، أما الآن فهو مهمل ومتروك.

ص: 83

30- مسجد مصَبِّح

يقع هذا المسجد جنوب مسجد قباء، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بكيلومتر واحد، وهو خلف خزانات مصلحة المياه والصرف الصحي، التي يغلب عليها اسم العين الزرقاء، ويمكن الوصول إليه بسهولة للقادم من مسجد قباء باتجاه الجنوب، ثم الدخول في الشارع الفرعي الأيمن قبل المصلحة المذكورة.

وكان اسمه قبل تجديده (مصَبِّح)، ويعرفه أهل تلك المحلّة بهذا الاسم، ولكن لما جُدِّد تحوّل الاسم إلى (الصبح).

وقيل: إنّ سبب تسميته بهذا الاسم أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله خرج لاستقبال ابن عمّه عليِّ بن أبي طالب عليه السلام ومَن معه، قادمين من مكة إلى المدينة بعدما فدى النبي صلى الله عليه و آله بنفسه، ونام في فراشه ليلة هجرته(1)، وأدّى


1- جاء في سيرة ابن هشام 2: 71 تحت عنوان استخلافه لعلي ما نصه: فأتى جبريل عليه السلام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، قال: فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول اللَّه مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي، وتسبح ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه، فإِنه لن يخلص إليك شي ء تكرهه منهم، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ينام في برده ذلك إذا نام.

ص: 84

ودائع الناس التي(1) كانت عند المصطفى صلى الله عليه و آله، وقد بات النبي صلى الله عليه و آله في ذلك المكان حتى الصباح، ثم صلّى الصبح فيه، لذلك سُمّي مصَبِّح.

وقد توهم السيد أحمد الخياري(2) بقوله: (ولعل سبب هذه التسمية ترجع إلى أن قدوم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على قباء مهاجراً كان صباحاً، وقوبل في هذا المكان).

فقد ورد في سيرة ابن هشام(3) عن قوم من أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله


1- قال ابن هشام في سيرته 2: 81 الآتي: وأقام عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكة ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها، لحق برسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فنزل معه على كلثوم بن هِدم.
2- تاريخ معالم المدينة: 125.
3- سيرة ابن هشام 2: 79- 80.

ص: 85

أنّهم قالوا: (لما سمعنا بمخرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من مكة، وتوكفنا(1) قدومه، كنا نخرج إذا صلينا الصبح، إلى ظاهر حرّتنا ننتظر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فواللَّه ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظل فإذا لم نجد ظلًا دخلنا وذلك في أيام حارة، حتى إذا كان اليوم الذي قَدِم فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا،

وقَدِم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين دخلنا البيوت فكان أول مَن رآه رجل من اليهود قد رأى ما كنا نصنع، وإنّا ننتظر قدوم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فصرخ بأعلى صوته: يا بني قَيْلة(2)، هذا جَدّكم(3) قد جاء. قال: فخرجنا


1- توكفنا: توقعنا، ينظر: الصحاح، باب افاء- فصل الواو 4: 1441.
2- قيلة: أم الأوس والخزرج، ينظر: الصحاح، باب اللام- فصل القاف 5: 1808.
3- الجَدّ: البخت والحظ، ينظر: القاموس المحيط، باب الدال- فصل الجيم: 346.

ص: 86

إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهو في ظل نخلة). وهذا يدل على أنّ الرسول صلى الله عليه و آله وصل قُبيل الظهر أو بعده، فكيف كان وصوله صباحاً؟.

وبما أنّ مكان هذا المسجد باتجاه القبلة، وأنّ الرسول محمّداً صلى الله عليه و آله لم يذهب إلى آبار علي لاستقبال القادم من مكة، أقترح هنا إنشاء طريق ثان من المدينة المنوّرة باتجاه مسجد قباء ماراً بمسجد مصبّح حتى يصل إلى مكة المكرمة.

وقد قيل لي نقلًا عن أحد المهندسين: لو أُنشِئ هذا الطريق لفرّق حوالى مائة وخمسين كيلومتراً عن الطريق الحالي، ويُصبح طول الطريق المقترح أقلّ من ثلاثمائة كيلومتر، أما طريق الهجرة الحالي فطوله أربعمائة وعشرون كيلومتراً.

فحبّذا لو أُنشئ هذا الطريق المقترح ليكون عوناً على تخفيف معاناة ضيوف الرحمن، واللَّه وليُّ التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد للَّه ربّ العالمين.

ص: 87

ص: 88

ص: 89

هوامش

ص: 90

[1] ( 1) آثار المدينة: 82، والدر الثمين: 227.

[2] ( 1) تحقيق النصرة: 143، وآثار المدينة: 82، والدر الثمين: 227.

[3] ( 1) تحقيق النصرة: 143، ووفاء الوفا 3: 782، والدر الثمين: 228- 229.

[4] ( 1) الدر الثمين: 229.

[5] ( 1) تاريخ معالم المدينة المنوّرة 1: 72، ووفاء الوفا 3: 972.

[6] ( 2) الأنفال 8: 7.

[7] ( 3) وفاء الوفا 3: 844، والدر الثمين: 238.

[8] ( 4) قيل: إنه كان يفصل بينها وبين المسجد طريق مكة القديم، ينظر: آثار المدينة: 93، وقيل: إنه يمر فوقها الطريق المذكور، ينظر: الدر المنثور: 238، واللَّه أعلم بالصواب.

[9] ( 1) تحقيق النصرة 1: 139، ووفاء الوفا 3: 878، وعمدة الأخبار: 198.

[10] ( 2) ص 238.

[11] ( 1) تحقيق النصرة: 139، وعمدة الأخبار: 176، وآثار المدينة: 94.

[12] ( 2) السّنه: الجدب، وهو انقطاع المطر، ويبوسة الأرض، ينظر: المصباح المنير( السين مع النون) 1: 397، و( الجيم مع الدال) 1: 126.

[13] ( 3) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة 4: 2216، حديث رقم 2890، والطبراني في الصغير 1: 8.

[14] ( 1) تاريخ المدينة المنورة 1: 68.

[15] ( 2) الدر الثمين: 153.

[16] ( 3) سيرة ابن هشام 2: 160.

[17] ( 1) أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال 2: 267 ح 3983.

[18] ( 2) الدر الثمين: 170.

ص: 91

[19] ( 1) تاريخ معالم المدينة المنورة: 130؛ والدر الثمين: 232.

[20] ( 2) باب في السبق 2: 212.

[21] ( 3) الحفياء: هي السهل الواقع غربي جبل أحد، ينظر: الدر الثمين: 232؛ وجاء في كتاب معالم المدينة المنورة: 249( حَفْيا بالفتح ثم السكون وياء وألف ممدودة، موضع قرب المدينة المنورة، أجرى منه رسول اللَّه( صلى الله عليه و آله) الخيل في السباق).

[22] ( 1) الدر الثمين: 233.

[23] ( 2) المعجم الصغير 2: 117.

[24] ( 1) وفاء الوفا 3: 845، وعمدة الأخبار: 187- 188؛ والدر الثمين: 171.

[25] ( 1) تاريخ معالم المدينة: 134.

[26] ( 1) عمدة الأخبار: 176؛ والدر الثمين: 175.

[27] ( 2) تاريخ المدينة 1: 72؛ ووفاء الوفا 3: 865؛ والدر الثمين: 175.

[28] ( 3) تاريخ المدينة 1: 72.

[29] ( 4) طبقات ابن سعد 2: 39؛ وتحقيق النصرة: 154؛ والدر الثمين: 174.

[30] ( 5) الدر الثمين: 174.

[31] ( 1) الدر الثمين: 175؛ والعمالقة قوم كانوا في يثرب( المدينة) قبل مجي ء تُبّع من اليمن إليها، ومحاصرته لها، وإعجابه بها، ورغبته في اتخاذها محلًا لسكناه، لكن قيل له: إنّها ليست لك، إنها مهاجر نبيّ يأتي في آخر الزمان، فترك من قومه، وهم الأوس والخزرج، ليدركوا ذلك النبيّ وينصروه.

[32] ( 1) الدر الثمين: 187.

[33] ( 2) الدر الثمين: 176.

[34] ( 3) جاء في سيرة ابن هشام 3: 12 ما نصّه:« فبلغني أنّ وحشياً لم يزل يحدّ في شرب الخمرحتى خلع من الديوان»؛ وجاء في الدر الثمين: 199 أنه« مات مدمن خمر».

ص: 92

[35] ( 4) جاء في تحقيق النصرة: 134- 135 أنه« لا يُعرف من قبور الشهداء إلّاحمزة وابن أخته عبد اللَّه بن جحش، قيل: وهو الملقب بالمُجدع في اللَّه، لأنه قُتِل وجُدِع( قُطِع أنفه وأذنه)».

[36] ( 5) تاريخ المدينة المنورة 1: 133، والدر الثمين: 199.

[37] ( 1) آل عمران 169.

[38] ( 1) سيرة ابن هشام 3: 21؛ والدرّ الثمين: 177- 178.

[39] ( 2) تاريخ معالم المدينة المنوّرة: 137.

[40] ( 1) وهو شقّ في جبل أُحد، والذي سيأتي بيانه لاحقاً إن شاء اللَّه تعالى.

[41] ( 2) الدر الثمين: 178.

[42] ( 1) الدرّ المنثور: 178.

[43] ( 1) المجادلة 58: 11.

[44] ( 2) أسباب النزول: 276.

[45] ( 3) وفاء الوفاء 3: 848؛ والدرّ المنثور: 178.

[46] ( 1) الدرّ الثمين: 178؛ وجاء في سيرة ابن هشام 3: 26( وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وهو يقول: غضب اللَّه على مَن دمى وجه نبيه).

[47] ( 1) وفاء الوفا 3: 930.

[48] ( 2) تاريخ المدينة المنورة 1: 85- 86.

[49] ( 1) هو رافع بن مالك بن عامر بن زريق، من بني الخزرج، ويُكنّى بأبي مالك، وله من الأولادرفاعة وخلّاد، وقد شهد غزوة بدر، وكان من الكَمَلَة، والكامل في الجاهلية هو الذي يُحسن الكتابة والرمي والعوم، ينظر: عنوان النجابة في معرفة مَن مات من الصحابة: 106؛ وتاريخ معالم المدينة: 142.

[50] ( 1) تاريخ المدينة المنورة 1: 70؛ وينظر: تحقيق النصرة: 149؛ وتاريخ معالم المدينة: 114- 115.

[51] ( 2) وفاء الوفا 3: 867.

ص: 93

[52] ( 1) الدرّ الثمين: 123- 124، وسنذكر بقية الأبيات عند حديثنا عن مسجد بنات النجار.

[53] ( 2) تاريخ معالم المدينة: 125.

[54] ( 1) تاريخ معالم المدينة: 117.

[55] ( 1) سورة الجمعة 62: 9.

[56] ( 1) تاريخ الطبري 2: 394- 395.

[57] ( 2) تاريخ المدينة المنوّرة 1: 68؛ وتاريخ معالم المدينة: 115.

[58] ( 3) تاريخ معالم المدينة: 115- 116.

[59] ( 1) تاريخ معالم المدينة: 125.

[60] ( 2) آداب الحرمين: 147.

[61] ( 1) تاريخ المدينة: 1/ 162، والمغانم المطابة: 456.

[62] ( 2) تاريخ معالم المدينة: 183.

[63] ( 3) لم يبق أثر لهذا المسجد.

[64] ( 4) الدُرّ المنثور: 136.

[65] ( 5) تاريخ معالم المدينة: 183 في الهامش.

[66] ( 1) تاريخ المدينة: 1: 61؛ وتاريخ معالم المدينة: 18؛ والدُر الثمين: 136.

[67] ( 1) تحقيق النصرة: 170.

[68] ( 2) طبقات ابن سعد 1: 503- 504.

ص: 94

[69] ( 3) باب ما جاء في غسل النبي صلى الله عليه و آله 1: 448، وينظر: وفاء الوفاء 3: 979 وآثار المدينة: 180.

[70] ( 4) تاريخ المدينة: 1: 162.

[71] ( 1) فقِّر أيْ احفر، ينظر: القاموس المحيط، فصل الفاء- باب الراء: 588.

[72] ( 2) سيرة ابن هشام 1: 226، وينظر: وفاء الوفا 3: 991- 992.

[73] ( 1) الدرّ الثمين: 204، وينظر: سيرة ابن هشام 1: 226- 227.

[74] ( 2) أُحرق هذا النخل قبل فترة من الزمن، وبقيت بعض آثاره.

[75] ( 1) سيرة ابن هشام 3: 29، وتاريخ المدينة 1: 173.

[76] ( 2) سيرة ابن هشام 3: 29.

[77] ( 1) الدرّ الثمين: 149.

[78] ( 2) عمدة الأخبار: 171؛ والدُرّ الثمين: 149.

[79] ( 3) تاريخ معالم المدينة: 121.

[80] ( 1) القاموس المحيط، باب الخاء- فصل الفاء: 329، والصحاح، باب الراء- فصل الباء 2: 589.

[81] ( 2) تاريخ المدينة 1: 69. وينظر: عمدة الأخبار: 171، والدُرّ الثمين: 142.

[82] ( 1) آداب الحرمين: 147.

[83] ( 2) ردّ الشمس: 94.

[84] ( 3) الدُرّ الثمين: 140؛ وتاريخ معالم المدينة: 125؛ وآثار المدينة: 97.

ص: 95

[85] ( 4) لم أقف له على أثر، وقد صلّى فيه النبيّ صلى الله عليه و آله أيام حصاره لبني قريظة.

[86] ( 5) قد أُزيل مكانه، وأصبح الآن وسط شارع الملك عبد العزيز في أوّل صعوده مع الحرّة الشرقية، وقيل: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم أتى مسجد بني ظفر، ومعه بعض الصحابة، وأمر قارئاً أن يقرأ عليه القرآن فقرأ حتّى أتى على قوله تعالى في سورة النساء 4: 41( فكيف إذا جئنا من كلّ أُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)، فبكى صلى الله عليه و آله و سلم. ينظر: الدُرّ الثمين: 152.

[87] ( 1) عمدة الأخبار: 171.

[88] ( 2) مشكل الآثار 2: 11، وينظر: البداية والنهاية 6: 80.

[89] ( 3) ردّ الشمس: 37.

[90] ( 1) وجيب: خَفْق، ينظر: القاموس المحيط، باب الراء فصل الواو: 180.

[91] ( 1) آداب الحرمين: 147.

[92] ( 1)- جامع البيان 1: 41، ومجمع البيان 1: 355، والجامع لأحكام القرآن 2: 27، وأسباب النزول: 16- 17.

[93] ( 2)- سورة البقرة 2: 89.

[94] ( 1)- فتح الباري بشرح صحيح البخاري- كتاب المغازي- باب مرجع النبيّ صلى الله عليه و آله من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة 7: 411 حديث رقم 4121، وصحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير- باب جواز قتال من نقض العهد، حديث رقم( 1768).

[95] ( 1)- سورة الحشر 59: 14.

[96] ( 1)- المغانم المطابة: 457.

[97] ( 2)- الدر الثمين: 132.

[98] ( 3)- طبقات ابن سعد 2: 32.

[99] ( 1)- تاريخ معالم المدينة: 242، والدر الثمين: 133.

[100] ( 1)- الباب الأول- الفصل الخامس: 30، وينظر: وفاء الوفا، الباب الثاني- الفصل السادس 1/ 73.

[101] ( 1)- فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: 88.

ص: 96

[102] ( 1)- جاء في سيرة ابن هشام 2: 71 تحت عنوان( استخلافه لعلي) ما نصه:( فأتى جبريل عليه السلام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، قال: فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول اللَّه مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي، وتسبح ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه، فإِنه لن يخلص إليك شي ء تكرهه منهم، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ينام في برده ذلك إذا نام).

[103] ( 1)- قال ابن هشام في سيرته 2: 81 الآتي:( وأقام عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكة ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الودائع التي كانت عنده للناس حتى إذا فرغ منها، لحق برسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فنزل معه على كلثوم بن هِدم).

[104] ( 2)- تاريخ معالم المدينة: 125.

[105] ( 3)- سيرة ابن هشام 2: 79- 80.

[106] ( 1)- توكفنا: توقعنا، ينظر: الصحاح، باب افاء- فصل الواو 4: 1441.

[107] ( 2)- قيلة: أم الأوس والخزرج، ينظر: الصحاح، باب اللام- فصل القاف 5: 1808.

[108] ( 3)- الجَدّ: البخت والحظ، ينظر: القاموس المحيط، باب الدال- فصل الجيم: 346.

[109] عبدالرحمن خويلد، المساجد و الاماكن الاثرية المجهولة لزائر المدينة الميمونة، 1جلد، نشر مشعر - تهران، چاپ: 1، 1420 ه. ق..

الفهارس

اشارة

فهرس الأحاديث النبوية.

فهرس المراجع.

فهرس الكتاب.

ص: 97

أ- فهرس الأحاديث النبوية:

التسلسل الحديث 1- «هذا مستمطرنا ومصلّانا لفِطرنا وأضحانا ...» 2- «سألت ربّي ثلاثاً ...» 3- «إن جبريل أتاني، فقال: مَن صلّى عليك ...» 4- «جاءني جبريل عليه السلام بهذا الموضع، فقال: إنّ اللَّه يقرئك السلام ...» 5- «لا نستعين بالمشركين على المشركين» 6- «غضب اللَّه على مَن دمى وجه نبيه» 7- «الحمد للَّه أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه ...» 8- «رأيت الليلة أني أصبحت على بئر من الجنة ...» 9- «هي عين من عيون الجنّة» 10- «إذا أنا مِتُّ فاغسلوني بسبع قِرب من بئري بئر غرس» 11- «إذهب يا سلمان ففقِّر لهما ...» 12- «سلمان منّا أهل البيت» 13- «مخيريق خير يهود» 14- «أصلَّيت يا علي ...» 15- «أدع اللَّه ليرد عليك الشمس ...»

ص: 98

التسلسل الحديث 16- «قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم ...» 17- «مَن لكعب بن الأشرف؟» 18- «اللّهم أكفني ابن الأشرف بما شئت في إعلانه الشر وقوله الأشعار» 19- «مَن لي بابن الأشرف فقد آذاني» 20- «سَمِّه الصيحاني» 21- «أتدرون ما قالت النخلة؟ ..»

ص: 99

ب- فهرس المراجع

1- القرآن الكريم

2- آثار المدينة المنورة، لعبد القدوس الأنصاري.

الناشر: المكتبة العلمية بالمدينة المنورة- الطبعة الثانية 1378 ه.

3- آداب الحرمين، للسيد جواد الحسيني، الدار العالمية للطباعة، الطبعة السابعة 1988 م.

4- أسباب النزول، لأبي الحسن علي الواحدي، دار الكتب العلمية- بيروت 1395 ه- 1975 م.

5- البداية والنهاية، لابن كثير، دار الفكر- بيروت، 1398 ه- 1978 م.

6- تاريخ الطبري، لأبي جعفر محمد الطبري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار سويدان للطباعة- بيروت، الطبعة الثانية، 1380 ه- 1960 م.

7- تاريخ المدينة المنورة، لابن شبّة ت 262 ه، تحقيق: فهمي محمد شلتوت، دار الاصفهاني للطباعة- جدّة 1393 ه.

8- تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً، لأحمد ياسين الخياري، تحقيق:

عبيد اللَّه كردي، دار العلم- جدَّة، الطبعة الثانية 1411 ه- 1990 م.

9- تحقيق النصرة بتخليص معالم دار الهجرة، لزين الدين المراغي، تحقيق:

محمد عبد الجواد الأصمعي، الناشر: المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، الطبعة

ص: 100

الأولى 1374 ه.

10- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لأبي جعفر الطبري، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الثالثة 1388 ه- 1968 م.

11- الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، طبعة دار إحياء التراث العربي- بيروت.

12- خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى، للسمهودي، دار إحياء الكتب العربية- القاهرة 1367 ه.

13- الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين، لغالي محمد الأمين الشنقيطي، مطابع الدوحة الحديثة 1988 م.

14- ردّ الشمس، لمحمد سعيد الطريحي- مؤسسة أهل البيت- بيروت، 1401 ه- 1981 م.

15- سنن الدارمي، دار الكتب العلمية- بيروت.

16- سنن المصطفى، لابن ماجة- دار الفكر- بيروت، الطبعة الثانية.

17- السيرة النبوية، لابن هشام ت 213 ه، تحقيق: د. محمد فهمي السرجاني، دار التوفيقية للطباعة، القاهرة 1978 م.

18- الصحاح، للجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفار عطار، دار العلم للملايين- بيروت.

19- صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر:

إدارة البحوث العلمية بالمملكة العربية السعودية، 1400 ه- 1980 م.

20- الطبقات الكبرى، لابن سعد، دار صادر- بيروت.

21- عمدة الأخبار في مدينة المختار، لأحمد بن عبد الحميد العباسي، مطبعة المدني- القاهرة، الطبعة الثالثة.

ص: 101

22- عنوان النجابة في معرفة مَن مات بالمدينة المنورة من مشاهير الصحابة، لمصطفى محمد الرافعي، الناشر: المكتبة العلمية بالمدينة المنورة، الطبعة الأولى 1404 ه- 1984 م.

23- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر، المطبعة السلفية- القاهرة 1380 ه.

24- فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، لابن شاذان- تحقيق: عبد الرحمن خويلد، مطبعة دار البلاغة- بيروت، الطبعة الأولى 1407 ه- 1987 م.

25- القاموس المحيط، للفيروز آبادي، مؤسسة الرسالة بيروت، الطبعة الثانية 1407 ه- 1987 م.

26- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، للمتقي الهندي، تحقيق: فهمي محمد شلتوت، مطبعة البلاغة- حلب، الطبعة الأولى 1389 ه- 1969 م.

27- مجمع البيان في تفسير القرآن، للطبرسي، الناشر: دار مكتبة الحياة- بيروت، 1380 ه- 1961 م.

28- مشكل الآثار، لأبي جعفر الطحاوي ت 321 ه، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بالهند، الطبعة الأولى 1333 ه.

29- المصباح المنير، للفيومي، المطبعة الأميرية بالقاهرة، الطبعة الخامسة 1922 م.

30- المعجم الصغير، للطبراني، مطبعة المعرفة- القاهرة 1388 ه- 1968 م.

31- المغانم المطابة في معالم طابة، للفيروزآبادي، تحقيق: حمد الجاسر، منشورات: دار اليمامة- الرياض، الطبعة الأولى 1389 ه- 1969 م.

32- وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، للسمهودي، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة بمصر، الطبعة الأولى 1374- 1955 م.(1)


1- عبدالرحمن خويلد، المساجد و الاماكن الاثرية المجهولة لزائر المدينة الميمونة، 1جلد، نشر مشعر - تهران، چاپ: 1، 1420 ه. ق..

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.